UCMAS هو برنامج متخصّص بتطوير الدماغ، وتنمية قدرته على القيام بالعمليّات الذهنيّة المختلفة، وهو يتميّز عن غيره من البرامج الأخرى المشابهة بأنّ فعاليّته مُثبتة علميّاً. لقد تمّ تصميم UCMAS ليستفيد منه الأطفال واليافعين؛ فهو يعمل على تطوير قدراتهم العقليّة وإمكانياتهم الذهنيّة الكامنة في المرحلة العمريّة التي تكون فيها عمليّة نموّ وتطوّر عقولهم وقدراتهم الذهنيّة في ذروتها
لقد كرّسنا جهودنا في UCMAS لنساعد أطفالكم الّذين هم في عمر الرابعة وحتّى الثانية عشرة، حيث إنّنا نقدّم لهم فرصة مميّزة للالتحاق ببرنامجٍ كان ولا يزال منذ عام 1993 وحتّى اليوم يساهم في تعزيز الصحّة النفسيّة للأطفال في أكثر من خمسين دولة حول العالم، كما أثبت قدرته على تنمية قدراتهم، ومساعدتهم على التفوّق والتميّز.
يقوم UCMAS بالاستفادة من مهارات استخدام "الأباكاس" للحساب الذهني كأداة لتطوير القدرات العقليّة للأطفال. والحساب الذهنيّ هو طريقة لإجراء العمليّات الحسابيّة يقوم بها الشخص وحده دون استخدام القلم والورقة، أو الآلة الحاسبة، أو أي من الأدوات، أو الآلات، أو الأجهزة الإلكترونيّة
خلال فترة تدريبنا لهم، يصبح الأطفال مُستخدمين محترفين لأداة الأباكاس - وهي أداة حساب صينيّة قديمة – وبعد إتقانهم استخدام الأباكاس نقوم بتمرينهم على مجموعة من التدريبات التي تعطيهم القدرة - بعد فترة من التدريب - على تخيّل صورة افتراضيّة للأباكاس في أذهانهم، وتمكّنهم من القيام بالعمليات الحسابيّة على الأباكاس الافتراضيّ الذي يتخيّلونه. هذه العمليّات الحسابيّة الذهنيّة تعمل على تمرين عقل الطفل أثناء قيامه بحل هذه المسائل في عقله دون استخدام أية أدوات، وبالتّالي فإنها تطوّر مهاراته الذهنيّة التي تكون فاعلة أثناء قيامه بتلك الحسابات، وتساهم في تنميتها.
في الأردن، نحن نرحّب بالطلّاب ما بين عمر 6 سنوات وبين عمر 12 سنة؛ نساعدهم في تطوير مهاراتهم الذهنيّة وقدراتهم العقليّة والتي تشمل: التركيز، والملاحظة، والاستماع، والمخيّلة، ودقّة الانتباه البصري، والذاكرة.
يُقسمُ العقل البـشريّ إلى جزئين رئيسيّين: أيمن وأيـسر. كلّ قسمٍ منهما يَتعامل مع المعلومات المُعطاة له بطريقةٍ مختلفة، إلّا أنّهما يعملان سويًّا في حياة الإنسان اليوميّة، ويُكمّلان بعضهما البعض. وقد أظهرت الكثيرُ من الدّراسات أن 90% من الأطفال تقريبًا يعتمدون على القِسم الأيـسر من دماغهم أكثر من القسم الأيمن، هذا الجزء – أي الأيسر يركّز على المهارات اللّغوية واللّفظية والنُّطقية، كما أنّه مسؤولٌ عن عمليّة فهم وترتيب المعلومات بطريقة تحليليّةٍ ومتسلسلةٍ بشكلٍ منطقيّ؛ فهو يبدأ بالتّعاطي مع الأجزاء الصغيرة من المعلومات، ليكوّن بعدها صورةً كُليّة للأمر الذي يتعامل معه، وهكذا يصل إلى أفضل الحلول.
إضافةً إلى ما سبق، فإن القِسم الأيسر من الدّماغ مسؤولٌ عن التّعامل مع الزمن الماضي والحاضر ويُدركه، وكذلك فهو المسؤول عن المنطق، والحساب، والاستنتاج، والرياضيّات الخطيّة، واللّغات، والمَهارات التحليليّة.
أمّا القسم الأيمن فيركّز على الوظائف البـصريّة، ومُعالجة المعلومات من خلال الحَدس والبَداهة؛ يَنظر إلى الصورة الكاملة أوّلًا ثم إلى التفاصيل، ويتعامل مع الحاضر والمستقبل، وهو كذلك مسؤولٌ عن المُخيّلة والتصوّرات، والفنون، وإدراك الأشكال والمساحات، وعمليّات التجميع والتركيب، ويتعامل مع المعلومات ويحلّلها بطريقةٍ إبداعيّة.
إن إمكانيّات العقل البـشري غير محدودة، خاصّةً إذا تمّت رِعايتها في سنّ مُبكّرة، واستمرّ الإنسان بشَحذِها وتَنميَتها، وتخطّاها مرّة تلو المرّة عن طريق خوضِه للتحدّيات المُختلفة. وما زال العديدُ من عُلماء النّفس والأطبّاء يّدرسون كيفيّة تطوير وتنمية قدرات القِسم الأيمن من الدّماغ، سواء بالنسبة لقُدراته التعليميّة، أو إمكانيّاته الإدراكيّة ومهاراته في التخيّل؛ كلّ ذلك للوصول إلى أقـصى حدود القدرات الكامنة فيه.
هنا تمامًا يأتي دور برنامج UCMAS، إذ أنّه يُشكّل لَبِنة يمكن الاعتماد عليها في بناء هذه القدرات والمهارات.
وإلى جانب النتائج الملموسة التي يُمكن مُلاحظتها على الطّالب عندما يبدأ التّدريب في برنامج UCMAS، فإن العُلماء استطاعُوا قياسَ النّتائج هذه عن طريق تقنيات مختصّة بهذا الأمر، كتقنية FMRI (التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي)، هذه التّقنيات أثبتت بشكلٍ علميّ وقابلٍ للقِياس نَجاح UCMAS في تحقيقِ الغاية منه، كما أكّدت أن الطلّاب يَحصلون على ما نَعدهم به، وكذلك فإن مثل هذه التكنولوجيا ساهمت – ولا زالت تساهم – في زيادة فَهمنا للدماغ البشريّ، وطُرق تنميته وتطويره لا سيما عند الأطفال.
الحسابُ الذهنيّ هو طريقة لإجراء العمليّات الحسابيّة بالاعتماد على عقل الإنسان دون استخدام أدوات مُساعِدة: كالقلم والورقة، أو الآلة الحاسبة، أو أي جهاز إلكتروني، فبدلًا
من استعانة الطّفل بها، وبدلًا من كتابة المسائل الحسابية للتفكير بها والقيام بحلّها، فإن الطفل يستخدم ذهنه فقط للوصول إلى النتيجة، ويُجري العمليّات الحسابية جميعها في رأسه بكل بساطة، دون مُساعدة أي من تلك الأدوات أو الآلات. قد يبدو ذلك غريبًا، إلّا أنّه ممكن الآن!.
نقوم في برنامج UCMAS بتقديم جهاز "الأباكاس" للطفل في بداية تدريبه؛ وهو أداة قديمة تم تطويرها في الصين قبل 3000 عامٍ تقريبًا، وقد تم استخدامها لتعليم الأطفال الحساب. يتعلّم الطفل كيفيّة استخدام الأباكاس وعدّ خرزاته بكلتا يديه – اليُمنى واليُـسـرى – محاكيًا بذلك قسميّ دمـــاغه الأيمن والأيسر. وهكذا يكون اللمس، والحركة، ومفهوم "العدّ" أول الأشياء التي يتم التركيز عليها.
خلال الأسابيع القليلة الأولى من بداية التدريب، نقوم بتعليم طلّابنا كيف يقرؤون الأعداد على الأباكاس، ونمرنّهم على إجراء بعض الحسابات البسيطة عن طريقه. وإلى جانب تعلمهم استخدام الأباكاس، يتلقّى الطلّاب تمرينات تختصّ بتطوير مهاراتهم الذهنيّة والحركيّة: مثل مهارات التركيز، والاستماع، والملاحظة، واللمس والكتابة السـريعة. وبعد أسابيع قليلة من بداية التدريب، يقوم المدرّبون بأخذ الأباكاس من الطلّاب بطريقة لا تجعلهم – أي الطلاب – يشعرون بالاستياء، عندها يكون الطلّاب قد اكتسبوا القدرة على إجراء العمليات الحسابية بالاعتماد على عقولهم وحدها دون الحاجة إلى الأباكاس، وعند هذه النقطة يستطيع الطلاب الاعتماد على مخيّلتهم للوصول إلى النتائج، مُستخدمين "الأباكاس الذهني" - وهو أباكاس افتراضيّ متخيّلٌ في عقولهم. مستحيل؟ كلّا، ذلك أمر حقيقيّ.
ومع الوقت والتدريب، يتعلّم الطلّاب كيفيّة القيام بالعمليات الرياضيّة الأربعة (الجمع، الطرح، الضرب، القسمة) باستخدام الأباكاس بسرعة ودقّة كبيرتين، وبنفس الكفاءة التي نحصل عليها عن طريق استخدامنا للآلات الحاسبة الحديثة. تقديم العمليات الحسابية المعقّدة بشكل تدريجيّ للطلّاب هي التقنية التي نستعين بها لإبقاء عقول الأطفال المتعطّشة للتعلم في تحدٍّ دائم. ومع الممارسة المكثّفة والتمرين المستمرّ، تبقى أدمغتهم في نموّ وتطوّر دائمين.
يبدأ الطلّاب الذين تعلّموا استخدام الأباكاس بالتعامل مع الأعداد كصور؛ وذلك لأن كل عدد يظهر بشكل مختلف ومميز عن غيره من الأعداد على الأباكاس. هذه الطريقة تنقل المكان الذي يتم فيه التعاطي مع العمليات الحسابية من القسم الأيسر في الدماغ، إلى القسم الأيمن المسؤول عن التعامل مع الصّور وتحليلها. بهذه الطريقة نكون قد استطعنا تفعيل القسم الأيمن من الدماغ.
إن الطُّرق والتقنيات المُستخدمة لتدريب الطلّاب على تخيّل الأباكاس عبقريّة، ونحن مستمرّون في تدريب طلّابنا من الأطفال واليافعين عليها منذ بدايتنا وحتّى اليوم، مُثبتين على مدى عقود من الزمن، فعاليّة هذه الطّرق والتقنيات. يشهد على ذلك العدد الضخم من الطلّاب الذين تلقّوا تدريبهم على برنامج UCMAS لدينا، ولمسوا الفرق الإيجابيّ الكبير في قدراتهم الذهنيّة بأنفسهم، كما لاحظها الأهالي على أبنائهم أيضًا. ونحن في ذكاء الأردن
نعتبر ما أنجزناه إلى الآن مجموعة من الخطوات نحو هدفنا الأساسيّ، وهو إبراز القدرات العبقرية الكامنة لدى الأجيال القادمة، وإخراجها إلى النور، ساعيين بذلك إلى تعزيز قدراتهم، وجعل طموحاتهم وأهدافهم أكبر من أي وقت مضى.